الفنان عمر رفاس لـ«الشعب» :

الحفاظ على ما تركه الأقدمون  وتوريثه من أصعب المهام وأدقها

وهران: براهمية مسعودة

 

الاستثمار في تنمية روح المسؤوليـــة عند الفنـــانين 

إن قياس مستوى تقدم أي مجتمع من المجتمعات، ينبغي أن يكون مبنيا على مجموعة معايير، من ضمنها تحديات الهوية والثقافة الوطنية، وما يقابلها بالضرورة من واجبات اتجاه الحفاظ على التراث وتطويره، بما يتواكب مع المستويات العالمية. وعلى ضوء ذلك شدّد عمر رفاس، مطرب وملحن وعازف على آلة العود، على ضرورة النهوض بتراثنا الموسيقي، وجعله يسطع في سماء الموسيقى العالمية».

أكد عمر رفاس، في تصريح لـ»الشعب» قائلا إن «كل ما علينا فعله الآن نحن كفنانين وإدارات وإعلام، هو التعاون والاتحاد معا، لإعطاء نفس جديد وروح لهذا التراث، من خلال إيجاد صلة بين الماضي والحاضر ودمجهما في قالب معاصر».
وهنا أشار خريج الطبعة الأولى لمهرجان الأغنية الوهرانية سنة 2008 «إلى عديد الطبوع الفنية والأصناف الموسيقية التي تزخر بها الجزائر، على غرار المالوف والحوزي والشعبي والعاصمي والوهراني وغيرها من الأنماط الأخرى التي كانت ولا تزال تلقى رواجا وشعبية كبيرة، من خلال مجموعة أصوات قوية، تركت بصمتها في الساحة الفنية المحلية والعالمية».
 وفي رده على  سؤوال حول أهمّ طرق الحفاظ على الهوية الموسيقية، أوضح رفاس، «أنّ الحفاظ على ما تركه القدماء من إرث مادي ومعنوي، وتوريثه للأجيال اللاحقة، يعتبر حاليا من أصعب المهام وأدقها على المهتمين،  بسبب نمط العولمة السائد   التي انعكست بدورها ﻋﻠﻰ مختلف مجالات الحياة».
ودعا في سياق متصل إلى إنشاء مدارس متخصصة، بما يتناسب مع تطورات العصر، بهدف جلب فئة الشباب، وتكوينهم على كيفية الأداء، إلى جانب تطوير طرق خاصة بتدريس التاريخ الفني الجزائري، الأمر الذي يجعلهم أكثر ارتباطا بما يقدمونه من فن.
 كما أكّد من جهة أخرى «على أهمية تنمية روح المسؤولية والجد في الفنانين الشباب، قائلا: «الفن رسالة، وأتمنى أن يدرك جيل اليوم حجم المسؤولية، لبناء جيل واعي ومثقف فنيا، يستطيع حمل المشعل إلى أبعد مدى في سماء الموسيقى العربية والعالمية، حتى تبقى أعمالهم راسخة، متداولة عبر التاريخ».
وأشار محدثّنا إلى موضوع مهم، «هو التراجع الكبير الذي شهده هذا الفن الراقي، أمام ما نسمعه الآن من أغاني هابطة وأنواع موسيقية لا تمت إلى تراثنا الوطني بأي صلة، وهذه الأسباب  ـ يضيف - هي من جعلت التراث الجزائري يزول شيئا فشيئا».
ومن ثم فقد قسّم هؤلاء الفنانين إلي قسمين هما: فنانون غايتهم الأولى كسب الشهرة بأي طريقة، والنوع الثاني، همهم الوحيد كسب بعض النقود والنفوذ لتسيير حياتهم الشخصية، وتجد معظمهم لا يملكون رصيد فني، ويعتمدون على تقليد أصوات رحلت وبطريقة مبتذلة لا يتقبلها المتلقي.

 ضرورة التعاون والاتحاد لإعطاء نفس جديد للتراث

كما لفت عمر رفاس الانتباه، «إلى الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه السلطات في تجسيد المشاريع الفنية وتدعيمها، ليس ماديا فحسب، بل معنويا كذلك، منوّها في الوقت ذاته بالأسباب المعنوية وأساليب التشجيع والتحفيز في إلهام الفنان وزيادة الرغبة في الإبداع ومواصلة المشوار».
 وتطرّق رفاس في الأخير إلى «دور الإعلام الثقافي المتخصص وأهمية خلق فضاءات للتشاور والتداول والتبادل بين مختلف الفاعلين بالمجال، على غرار المهرجانات الموسيقية والحفلات الفنية وغيرها من محطات التقاء الفنانين ومحبي الفن، يختم قائلا: «هنا فقط يمكننا القول إننا نملك رصيد فني، يمكن تسويقه ونشره عالميا، من خلال التبادلات الثقافية مع مختلف الدول».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024